يعد التواء الكاحل من الإصابات الشائعة التي يتعرض لها العديد من الأشخاص، سواءً كانوا يمارسون الرياضة بانتظام أو كانت الإصابة ناتجة عن حوادث غير متوقعة في الحياة اليومية.
يتميز التواء الكاحل بتمزق أو تمدد الأربطة التي تدعم الكاحل، وبالرغم من شيوع هذه الإصابة، فإن العديد من الأشخاص لا يعرفون الطريقة الصحيحة للتعامل معها أو الخطوات التي يجب اتباعها للتعافي بشكل سريع وفعّال.
في هذا المقال، يقوم الدكتور يوسف سرحان استشاري الطب الطبيعي والتأهيل واستشاري جراحة العظام بشرح مفصل حول التواء الكاحل، بدءًا من أسبابه، ومرورًا بأعراضه المختلفة، وصولًا إلى أفضل الطرق والإجراءات للعلاج والتأهيل.
ماذا تعرف عن التواء الكاحل؟
يحدث التواء الكاحل عندما يقوم الشخص بلف أو ثني أو إدارة الكاحل بطريقة غير مناسبة، بالتالي تتمدد الأربطة التي تدعم الكاحل بشكل مفرط أو تتمزق، وقد يحدث ذلك أثناء المشي أو الجري أو وضع الوزن على القدم بشكل غريب.
عندما تحدث معظم حالات التواء الكاحل فإن الكاحل يكون مثنيًا أو مقلوبًا أي أن القدم تتحول إلى الداخل باتجاه القدم المقابلة.
ولكن مع الراحة والعلاج تشفى معظم الالتواءات في الكاحل خلال 4 – 6 أسابيع والبعض الآخر قد يستغرق وقتَا أطول قليلًا.
أنواع التواء الكاحل
يتم تصنيف الالتواءات في الكاحل حسب مدى خطورتها، وهي كالتالي:
- التواء خفيف: أي أن الأربطة مشدودة ولكنها غير ممزقة، فلا يزال الكاحل مستقرًا ولكن قد يعاني الشخص من ألم وتصلب.
- التواء معتدل: يوجد تمزق جزئي في واحد أو أكثر من الأربطة، فالمفصل غير مستقرًا ولا يمكن تحريكه بالقدر المعتاد بالإضافة إلى أن الشخص قد يعاني من تورم وألم معتدل.
- التواء شديد: واحد أو أكثر من الأربطة ممزق تمامًا والكاحل غير مستقر، والشخص غالبًا ما يشعر بالألم الشديد ولا يستطيع تحريك الكاحل.
اقرأ أيضًا: آلام الظهر الحادة والمزمنة
علامات وأعراض التواء الكاحل
تعتمد علامات وأعراض التواء الكاحل على مدى خطورته، ولكن بشكل عام يمكن أن تشمل الأعراض العامة ما يلي:
- الألم.
- التورم.
- الكدمات.
- عدم ثبات الكاحل.
- تقييد نطاق الحركة.
- صعوبة في تحمل الوزن.
- صعوبة في المشي على الكاحل.
- الشعور بالفرقعة أو سماع صوتها في وقت الإصابة.
أسباب التواء الكاحل وعوامل الخطورة
يحدث الالتواء عندما يجبر الكاحل على التحرك خارج وضعيته الطبيعية، وقد تتضمن الأسباب ما يلي:
- الوقوع الذي يسبب التواء الكاحل.
- الهبوط في وضعية خاطئة على القدم بعد القفز.
- المشي أو التمرين على سطحٍ غير مستوِ.
- أن يدوس شخص آخر على القدم أو يهبط عليها خلال النشاط الرياضي.
أما بالنسبة لعوامل الخطر فقد تزيد بعض العوامل خطر الإصابة بالتواء الكاحل، مثل:
المشاركة في أنشطة رياضية
يعد التواء الكاحل من الإصابات الرياضية الشائعة، خصوصًا في الألعاب الرياضية التي تتطلب القفز أو الحركة العنيفة أو الالتفاف أو الالتواء في القدم، مثل:
- كرة السلة.
- التنس.
- كرة القدم.
- سباقات الجري على مسارات.
الأسطح غير المستوية
قد يزيد المشي أو الجري على الأسطح غير المستوية من خطر التواء الكاحل.
إصابة سابقة في الكاحل
بمجرد الإصابة بالتواء الكاحل أو التعرض لأي نوع آخر من إصابات الكاحل فهذا يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالالتواء مرةً أخرى.
ضعف الحالة البدنية
يؤدي الضعف في قوة أو مرونة الكاحل من خطر الإصابة بالالتواء عند المشاركة في أي نشاط.
الأحذية غير الملائمة
تجعل الأحذية التي لا تلائم القدم جيدًا أو غير المناسبة أكثر عرضة للإصابة بالتواء الكاحل.
كيف يتم تشخيص التواء الكاحل؟
يتم تشخيص التواء الكاحل من خلال إجراء الفحوصات التالية:
الفحص البدني
يقوم الطبيب بفحص الكاحل والقدم وأسفل الساق، بالإضافة إلى أنه سيتحسس الجلد المحيط بالمنطقة المصابة للتحقق ما إذا كان يوجد ألم عند لمسها أم لا.
كما سيقوم الطبيب بتحريك القدم للتحقق من نطاق حركتها ومعرفة الوضعيات غير المريحة أو التي تسبب الألم.
الأشعة السينية
يتم التصوير بالأشعة السينية لتوفير صور لعظام الكاحل وهذا يؤدي لمعرفة ما إذا كان يوجد كسور في العظام أم لا.
التصوير بالرنين المغناطيسي
يمكن من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي تكوين صور مقطعية تفصيلية لأنسجة الكاحل الداخلية الرخوة بما في ذلك الأربطة.
التصوير المقطعي المحوسب
يستطيع التصوير المقطعي المحوسب كشف تفاصيل أكثر عن عظام المفصل.
التصوير بالموجات فوق الصوتية
تساعد على تقديم صور فورية تساعد الطبيب على تقييم حالة الأربطة والأوتار عندما تكون القدم في وضعيات مختلفة.
طرق علاج التواء الكاحل
غالبًا ما يتضمن علاج التواء الكاحل ما يلي:
الجبيرة والدعامات
يمكن حماية الكاحل المصاب عن طريق وضع جبيرة عليه وارتداء دعامة الكاحل لمنع الكاحل من الحركة أثناء فترة التعافي.
ونظرًا لأن المشي مع التواء الكاحل قد يكون مؤلمًا، فقد يحتاج المريض إلى استخدام عكازات حتى تخف حدة الألم، وتبعًا لشدة الالتواء قد يوصي الطبيب باستخدام شريط رياضي داعم لتثبيت الكاحل.
الرعاية الذاتية
وتتضمن استخدام أسلوب RICE خاصة في أول يومين أو ثلاثة بعد الإصابة، والذي يشمل الآتي:
الراحة
تجنب الأنشطة التي تسبب الألم أو التورم أو الشعور بعدم الراحة خاصة خلال أول 24 – 48 ساعة بعد الإصابة.
الثلج
استخدام كمادات باردة أو حمام من الثلج لمدة 15 – 20 دقيقة، مع تكرار ذلك كل ساعتين أو ثلاث ساعات أثناء الاستيقاظ.
الضغط
للمساعدة على وقف التورم يجب الضغط على الكاحل بضمادة مرنة حتى يختفي التورم، ولكن يجب عدم المبالغة في لف الضمادة حتى لا تعيق جريان الدورة الدموية.
الرفع
لتقليل التورم ينصح برفع الكاحل فوق مستوى القلب خاصة في الليل حيث أن هذه الخطوة تساعد على تخفيف الألم والتورم وتصريف السوائل الزائدة.
مسكنات الألم
يمكن أن يوصي الطبيب بمسكنات الألم للسيطرة على ألم التواء الكاحل، وغالبًا ما تشمل:
- أسيتامينوفين (Acetaminophen).
- ايبوبروفين (Ibuprofen).
- نابروكسين (Naproxen).
العلاج الطبيعي
من الممكن أن يقترح الطبيب العلاج الطبيعي بعد الشفاء من التواء الكاحل لاستعادة نطاق حركة الكاحل وقوته ومرونته وثباته.
الإجراءات الجراحية
في حالات نادرة جدًا يتم إجراء عملية جراحية إذا لم تشفى الإصابة ولم تنجح العلاجات السابقة، فمن خلال الجراحة يمكن:
- إصلاح أربطة الكاحل التي لم تشفى.
- ترميم أو إعادة بناء رباط باستخدام أنسجة مأخوذة من رباط أو وتر قريب.
نصائح لتسريع شفاء التواء الكاحل
تساعد النصائح التالية التي يقدمها الدكتور يوسف سرحان في تسريع الشفاء من التواء الكاحل، وتتضمن النصائح ما يلي:
- الراحة لمدة 10 – 14 يومًا على الأقل لمنع الإصابة مرةً أخرى، وللحد من التورم والألم.
- وضع كمادات باردة أو دافئة على منطقة التواء الكاحل لمدة 20 دقيقة كل 1 – 2 ساعة.
- وضع ضمادة مرنة ملفوفة حول المنطقة المصابة، لتوفير الضغط وتقليل تدفق الدم إلى الكاحل حيث أن هذا يؤدي لتقليل التورم.
هل يمكن أن يشفى التواء الكاحل من تلقاء نفسه؟
يعد التواء الكاحل من الإصابات الشائعة حيث أن معظمها يشفى من تلقاء نفسه، بالإضافة إلى أن العلاجات والتمارين تساعد في تقوية العضلات ومنع التواء الكاحل مرةً أخرى.
لكم من الوقت يستمر التواء الكاحل؟
إذا كان الالتواء واضحًا ولا توجد أي مضاعفات فقد تستمر الأعراض لمدة تتراوح ما بين 10 – 12 أسبوعًا قبل أن يعود الكاحل إلى طبيعته مرةً أخرى.
ولكن إذا كان الالتواء شديدًا فقد يستغرق الأمر وقتًا أطول، ويتطلب استخدام العكازات أو حذاء المشي، وفي حالات أكثر شدة قد يحتاج الشخص إلى الجراحة.
مضاعفات عدم علاج التواء الكاحل
إذا لم يعالج التواء الكاحل بشكل صحيح أو التعرض لالتواء الكاحل بشكل متكرر فهذ يؤدي للمضاعفات التالية:
- ألم الكاحل المزمن.
- عدم الاستقرار بمفصل الكاحل بشكل مزمن.
- التهاب المفاصل في مفصل الكاحل.
متى يمكن العودة إلى الرياضة بعد الإصابة بالتواء الكاحل؟
إذا كان الشخص يعاني من التواء الكاحل فربما قد يحتاج إلى أخذ بعض الوقت من ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية الشاقة الأخرى.
لذلك قد يسمح الطبيب بالعودة إلى الرياضة عندما:
- يقل التورم.
- الرياضة لا تسبب الألم.
- يمكن تحمل الوزن دون عرج.
- يوجد نطاق كامل من الحركة.
اقرأ أيضًا: احتكاك المفاصل في الركبتين والوركين
هل يمكن الوقاية من التواء الكاحل؟
من المستحيل منع جميع حالات الالتواء في الكاحل لكن تساعد النصائح التالية في تقليل احتمالية الإصابة بها، وتشمل ما يلي:
- قم بالتمدد بانتظام للحفاظ على مرونة كاحليك.
- قم بتمارين التقوية للحفاظ على نطاق حركة الكاحل وللحفاظ على قوة العضلات أيضًا.
- ابدأ بالإحماء دائمًا قبل ممارسة الرياضة أو القيام بأي نوع آخر من النشاط البدني.
- راقب خطواتك عند المشي أو الجري على أسطح غير مستوية أو متشققة.
- استخدم الشريط أو دعامات الكاحل ذات الأربطة أو الأحذية العالية لدعم الكاحل.
- ارتدي الأحذية الجيدة وابتعد عن الأحذية ذات الكعب العالي.
المصادر:
- Ankle Sprains. (n.d.). Teens Health. https://kidshealth.org/en/teens/ankle-sprains.html
- Sprained ankle – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, August 11). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/sprained-ankle/symptoms-causes/syc-20353225
- Sprained ankle – OrthoInfo – AAOS. (n.d.). https://orthoinfo.aaos.org/en/diseases–conditions/sprained-ankle/
- Harvard Health. (2021, June 21). Recovering from an ankle sprain. https://www.health.harvard.edu/pain/recovering-from-an-ankle-sprain
- Sprained ankle: treatment and recovery. (2006, December 31). WebMD. https://www.webmd.com/pain-management/ankle-sprain