التأهيل بعد الجلطة الدماغية

الجلطة أو الدماغية (Stroke) هي حالة صحية تؤثر في شرايين الدماغ وتمنع وصول الدم إلى الدماغ؛ إما بسبب انسداد في الشرايين أو تمزق في الأوعية الناقلة للدم، وتستدعي هذه الحالة تلقي العناية الطبية الطارئة، ولكن قد يلحق بعض الأضرار بالجسم نتيجة الجلطة؛ كفقدان الجسم قدرته على أداء بعض الوظائف، بما يستلزم الخضوع لـ التأهيل بعد الجلطات الدماغية.

في هذا المقال يوضح الدكتور يوسف سرحان استشاري الطب الطبيعي والتأهيل استشاري جراحة العظام والمفاصل أبرز المعلومات المتعلقة بالتأهيل بعد الجلطات الدماغية.

إعادة التأهيل بعد الجلطة الدماغية

يضم برنامج إعادة التأهيل بعد الجلطة الدماغية علاجات مختلفة للتقليل من المضاعفات الناجمة عن الإصابة بالجلطة الدماغية. حيثُ تأتي أهمية إعادة التأهيل بنفس مستوى العلاج الدوائي! بما يساعد على التعافي وإعادة اكتساب المهارات البسيطة منها والمعقدة التي فقدها الشخص نتيجة السكتة الدماغية.

متى يجب البدء بعملية التأهيل بعد الجلطة الدماغية؟

إن البدء بإعادة التأهيل سريعًا أفضل ما يمكن أن نقدمه للمريض، أي بعد حوالي 24 ساعة من معالجة مسبب الجلطة، حيث إن هذه الخطوة تساعد المريض بشكل كبير على التعافي، وتستمر مدة شهور إلى سنوات.

من الجدير ذكره أن المريض يبقى في المستشفى غالباً فترة 5-7 أيام بعد التعرض للجلطة الدماغية، وخلالها يتم إخضاعه لجلسات علاجية يومية لتعزيز التعافي، وخلال هذه الجلسات يتمكن الفريق المختص من تقييم آثار الجلطة على الجسم ومقدار الضرر الذي خلّفته، وبناءً على ذلك تُحدد خطة إعادة التأهيل والتي تختلف من شخص إلى آخر.

ماذا تتضمن برامج إعادة التأهيل بعد الجلطة الدماغية؟

إن التأهيل بعد الجلطة الدماغية يجب أن يكون مدروسًا كما أشرنا أعلاه، وتشمل رحلة إعادة التأهيل فريق طبي بأكثر من تخصص لكل منهم دوره الهام في مساعدة المريض، وهم كالآتي:

الطبيب المعالج

والذي يصف الأدوية وفقاً لما تقتضيه حاجة المريض، ويُعدل الجرعات أو يستبدل الأدوية بناءً على ذلك.

اختصاصي الطب الطبيعي والتأهيل

وهو المسؤول عن تقييم حالة المريض وظيفيًا، وبيان الاعتلالات والنواقص الوظيفية عند المريض، ووضع خطة تأهيلية شاملة بالاعتماد على ما تبقى للمريض من وظائف لتحسين الوظائف الناقصة والاعتماد على بقية الوظائف والإشراف على الفريق التأهيلي والتنسيق بين أفراده لاتباع البرنامج التأهيلي المناسب للوصول إلى أفضل النتائج.

أخصائي النطق

يساعد المريض على استعادة قدرته على الكلام بشكلٍ واضح ومفهوم.

المعالج الوظيفي

يساعد المريض على تحسين قدرته على القيام بالأنشطة اليومية المعتادة مثل تناول الطعام والشراب والاستحمام وارتداء الملابس والقراءة والكتابة.

ما هي التمارين اللازمة لتأهيل مريض الجلطة الدماغية؟

يتركز برنامج إعادة التأهيل بعد الجلطة الدماغية على أكثر الأعضاء تضررًا، وتشمل الأنشطة والتمارين البدنية ما يأتي:

تمارين المهارات الحركية والتي تقوي العضلات وتناسقها في جميع أعضاء الجسم.
تمارين الحركة والتي غالبًا ما تكون باستخدام وسائل المساعدة الحركية مثل الكرسي المتحرك أو دعامات الساق.
العلاج بتحفيز الحركة المقيدة، حيث يبقى الطرف السليم مقيدًا أثناء ممارسة التمارين لإجبار الجسم على استخدام وتحفيز الطرف المصاب لمساعدته على تحسين وظائفه.
العلاج بزيادة نطاق الحركة ويتم بممارسة بعض التمارين التي تخفف من ألم العضلات وتشنجاتها لمساعدة العضو على استعادة نطاق حركته بشكل طبيعي.

ما هي الأطعمة المفيدة لمريض الجلطة الدماغية؟

لا شك أن التغذية السليمة لها دور هام جدًا في مرحلة التعافي بعد الجلطة الدماغية، ولذلك يُنصح بالتركيز على ما يلي:

الإكثار من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات.
إدخال الفيتامينات اللازمة إما عن طريق الغذاء أو المكملات الغذائية ولكن بعد استشارة الطبيب المختص.
التقليل والابتعاد عن تناول الدهون المشبعة والسكريات؛ لما لها من تأثير سلبي على اللدونة العصبية والسلوكية.

كيف يمكن مساعدة مريض الجلطة الدماغية؟

إن مهمة الاعتناء وتأهيل مريض الجلطة الدماغية ليست بالمهمة السهلة على الإطلاق، فهي تحتاج إلى الكثير من الصبر وتحمل نفسية المريض الصعبة، وتاليًا بعض النصائح لمرافقي مرضى الجلطة الدماغية:

مساعدة المريض على أداء تمارين العلاج الطبيعي المطلوبة منه منزليًا.
تحفيز المريض ودعمه نفسيًا للوصول إلى أهدافه على المدى الطويل.
توفير الطمأنينة والدعم العاطفي بأن حالته الصحية سوف تتحسن مع مرور الوقت.
التكيف مع احتياجات المريض الجديدة، مثل التحدث ببطء إذا كان لديه مشاكل في الكلام أو التواصل مع المحيط.

لا تتردد في حجز موعدك مع عيادة الدكتور يوسف سرحان

—————————————————————————————