آلام الرقبة الحادة والمزمنة

تعدّ آلام الرقبة من الحالات الشائعة التي يعاني منها العديد من الأشخاص، وقد تحدث بسبب إصابة الشخص ببعض المشاكل الصحية، أو التعرض لإصابة، وقد تكون حادة، أو مزمنة،ولكن ما هي آلام الرقبة الحادة والمزمنة؟

في هذا المقال يوضح الدكتور يوسف السرحان اخصائي جراحة العظام والمفاصل أبرز المعلومات حول آلام الرقبة الحادة والمزمنة وأسبابها وطرق علاجها.

الفرق بين آلام الرقبة الحادة والمزمنة

تختلف آلام الرقبة الحادة عن المزمنة بنواحٍ عدة، ونذكر منها ما يلي:

آلام الرقبة الحادة

يحدث الألم بشكلٍ مفاجئ كاستجابة فورية لإصابة حادة، مثل إجهاد الرقبة أو الإصابة الرياضية، وعادة ما يستمر الألم لأقل من 4 أسابيع.

آلام الرقبة المزمنة

تستمر آلام الرقبة المزمنة لمدة تزيد عن 3 أشهر وتبدأ هذه الآلام بشكلٍ تدريجي وقد تحدث إما بسبب أو بدون سبب محدد.

أعراض آلام الرقبة الحادة والمزمنة

من الأعراض التي قد ترافق آلام الرقبة الحادة والمزمنة ما يلي:

ألم وتيبس في الرقبة: من الممكن أن يمتد هذا الألم إلى الكتف، أو أعلى الصدر، وقد يزداد سوءًا بعد البقاء في نفس الوضعية لفترة طويلة أو عند الراحة.
خدران ووخز في الرقبة: قد يمتد شعور الوخز إلى الأصابع مرورًا بأسفل الذراعين، نتيجة تعرض العصب للضغط.
سماع صوت نقر أو صرير أثناء تحريك الرأس: قد تتحرك الأربطة فوق عظام الرقبة، أو أن أسطح العظم تحتك ببعضها مسببةً بهذا صوتًا أثناء تحريك الرأس، ويعدّ هذا من الأعراض الشائعة غير الخطيرة.
الصداع: قد يكون ألم الرقبة المصحوب بالصداع أحد أعراض الصداع النصفي، أو بسبب الصداع العصبي.
ألم عند لمس العمود الفقري العنقي: قد تزداد آلام الرقبة إذا تم تحسس العمود الفقري العنقي.

أسباب آلام الرقبة الحادة والمزمنة وعوامل الخطر

من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بآلام الرقبة الحادة والمزمنة ما يلي:

أسباب ألم الرقبة الحاد

وتشمل ما يلي:

التعرض لإصابة على الرقبة: يمكن أن تؤدي الإصابة على الرقبة أو الإصابة الرياضية أو السقوط إلى إجهاد العضلات والأربطة أو تمزقها، بالإضافة إلى كسور.
ديسك الرقبة: قد يزداد حجم المادة الموجودة داخل القرص الفقري أو قد تبرز من خلال منطقة ضعيفة في جدار القرص وتضغط على الأعصاب.
الفصال العظمي: والذي تزداد فرصة حدوثه مع تقدم العمر، ويمثل أحد أشكال التهابات المفاصل التي تؤدي إلى زيادة صلابة الغضاريف وفقدانها مرونتها وتآكلها.
تضيق القنوات العظمية: يمكن أن يؤدي تضييق القنوات العظمية في العمود الفقري إلى ضغط الحبل الشوكي والأعصاب، مما يؤدي إلى انتفاخها والتهابها.

أسباب آلام الرقبة المزمن

ومنها ما يلي:

إجهاد عضلات الرقبة والأوتار، وهو ما قد يكون ناجمًا عن النوم بوضعيةٍ خاطئة، أو تثبيت الرأس في وضعية واحدة غير مريحة ولوقتٍ طويل.
ممارسة الرياضات التي تتطلب القيام بحركات متكررة.
السقوط والاصطدامات؛ كالتعرض لحادث سيارة.

تشخيص أعراض آلام الرقبة الحادة والمزمنة

هناك بعض الفحوصات الطبيّة التي تساعد على تشخيص أسباب آلام الرقبة الحادة والمزمنة، ومنها نذكر التالي:

الفحص البدني

يساعد هذا الفحص على التحقق من مدى قدرة المريض على تحريك الرأس بجميع الاتجاهات، بالإضافة إلى تقييم مدى الألم، والخدران، وضعف العضلات.

فحوصات التصوير

تساهم هذه الفحوصات في تحديد سبب آلام الرقبة، ومنها ما يلي:

الأشعة السينية (X Ray): لهذه الأشعة دور في الكشف عن أماكن تعرض الأعصاب أو الحبل الشوكي للضغط.
التصوير المقطعي (CT scan): يساعد على إنتاج صور مفصلة لداخل الرقبة.
تصوير الرنين المغناطيسي (MRI): ينشئ هذا الفحص صورًا مفصلة لكل من الأنسجة الرخوة والعظام داخل الرقبة والحبل الشوكي.

تخطيط كهربائية العضل

ينطوي هذا الفحص على التحقق من سلامة الأعصاب من خلال قياس سرعة التوصيل العصبي، وهذا يساهم في تحديد وجود رابط بين آلام الرقبة ومشاكل الأعصاب.

فحوصات الدم

قد يكون وجود التهاب أو عدوى هو السبب أو المساهم في آلام الرقبة الحادة أو المزمنة، وفحوصات الدم قد تكشف عن وجود الالتهاب أو العدوى.

علاج آلام الرقبة الحادة والمزمنة

إنّ آلام الرقبة عادًة ما تكون بسيطة وتزول من تلقاء نفسها،إلا أنّه في بعض الحالات قد يحتاج المُصاب لعلاج والذي ينطوي على التالي:

مسكنات الألم ومرخيات العضلات

يُمكن استخدام مسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف آلام الرقبة والالتهابات، بينما تُساهم مرخيات العضلات على تحسين شفاء الرقبة.

العلاج الطبيعي

يمكن الاستعانة بمعالج فيزيائي لوضع خطة علاجية تحتوي على أهم التمارين التي يُمكن ممارستها لتقوية العضلات والأوتار في الرقبة وتحسين المرونة.

التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS)

يتم خلال هذا الإجراء إرسال تيار كهربائي منخفض الشدة عبر الجلد بالقرب من الأعصاب لتعطيل إشارة الألم التي تسبب الانزعاج.

العلاج الدوائي

كحقن الكورتيزون، حيثُ يتم إعطاء هذه الحقن بواسطة الطبيب بالقرب من جذور الأعصاب لتخفيف الالتهاب والألم.

العلاجات البديلة

قد يوصي بعض الأطباء ببعض العلاجات البديلة كالوخز بالإبر أو التدليك للمساعدة على التخلص من الألم وإرخاء العضلات المشدودة.

الجراحة

لا تتطلب معظم آلام الرقبة جراحة، ولكن قد يوصي الطبيب بالجراحة في حال تحرّك فقرات العمود الفقري من مكانها أو كانت تضغط على الأعصاب.

نصائح عامة لتخفيف آلام الرقبة الحادة والمزمنة

يُمكنك اتباع بعض نصائح الطبيب لتخفيف آلام الرقبة ومنها:

استخدام وسادة مريحة وداعمة: يساهم هذا في تخفيف شد العضلات والوقاية منها، ومن المستحسن اختياروسادة صلبة.
التحقق من التواجد في بيئة عمل مريحة: فعلى سبيل المثال يساعد استخدام مساند القدم على تحقيق استواء الوركين مع الركبتين، كما يفضل ضبط ارتفاع الكمبيوتر لمستوى مناسب.
تجنب استخدام داعمات العنق إلّا باستشارة الطبيب.
تجنب إجهاد العضلات: وبالتالي تجنب السحب، أو الانحناء، أو الرفع، أو اللف المتكرر قدر الإمكان.
الحد من القيادة في حال وجود صعوبة في تحريك الرقبة لليمين واليسار: كما يستحسن دعم الرأس والرقبة من خلال ضبط مسند الرأس.
استخدام ضمادات تحتوي على الثلج: للمساعدة على الحد من التورم، كما قد يوصى باستخدام ضمادات دافئة في بعض الحالات.
اتباع طرق مناسبة للتخفيف من التوتر: مثل التأمل واليوجا.
الإقلاع عن التدخين: إذ إنّ التدخين يُلحق الضرر بالعظام ويبطئ الشفاء.
الحصول على وزن صحي مناسب: إذ إنّ السمنة من شأنها التأثير سلبًا في صحة العظام.

لا تتردد في حجز موعدك مع عيادة الدكتور يوسف سرحان

^{_______________________________________________________________________________}

المراجع: